التاريخ من خلال قطع الفخار

لقد عانى أسلافنا قبل مئات و آلاف السنين من نفس الظاهرة – ظاهر تكسر و تفتت الفخار عن جراء الصدمات أو بفعل تآكل الزمن عليه. و الأكثر من ذلك: كانت المواد التي يبني بها بعضهم قراهم و مدنهم مواد قابلة للتفتيت بشكل خاص في مراحل إستعمال الفخار الأولى. إذ يتم في بعض الأحيان إعادة بناء قرية أخرى على بقايا قرية دمرتها الحرب ، أو طمستها قوى الطبيعة، أو ببساطة بسبب آثار الزمن، فتتراكم الطبقات الحديثة العُلوية فوق الطبقات القديمة السفلية. هذه هي الطريقة التي تشكلت بها تلال الأنقاض بانتظام في وسط السهول ، و التي جذبت انتباه بناة القرى الجدد
في الشرق الأوسط (خاصة في بلاد الرافدين) و شمال أفريقيا، تُعرف هذه التشكلات إسم “التلال” ، ولمئات السنين ، كان الرعاة الذين رعوا قطعانهم في هذه المناطق ، غير مدركين أن هذه “التلال” لم تكن مجرد تلال طبيعية، بل كانت بقايا حضارة و ثقافة من الزمن الغابر. و قد حافظت هذه “التلال” على بقايا الفخار المتواجد مع بقايا أثرية أخرى يعود تاريخها إلى عدة قرون. كانوا هناك تحت الأرض ينتظرون إلى ما نسميهم بعلماء الآثار بمعاولهم الصغيرة، يحفرون الأرض و يزيحون عنهم الغبار، و ينظفون الشظايا الصغيرة الواحدة تلو الأخرى، ثم يصنفونها بكل صبر و مهارة ، و يجمعونهم ، مثل قطع اللغز الأكثر تعقيدا، من أجل العثور على أشكال كاملة أو جزئية من الأوعية الفخارية و التي كانت تحتوي في وقت بعيد بالفعل، على الحبوب و الماء و النبيذ و العطور من المنتوجات غير مؤلوفة لدينا في الحاضر
أول شخص كشف النقاب عن هذه “التلال” كان بول إميل بوتا، القنصل الفرنسي في الموصل عام 1842. في تلة بالقرب من قرية خور ساباد، اكتشف بقايا قصر سرجون، ملك آشور الذي حكم بين عامي 722 و705 قبل الميلاد، و والد سناقريب. و منذ ذلك الحين، استمرت الأبحاث والاكتشافات في هذه المنطقة و في جميع أنحاء العالم القديم، و لم تنجح الحروب نفسها في تثبيط عزيمة علماء الآثار عن أبحاثهم
:مقالات ذات صلة
كلمة أخيرة
في الأخير, نأمل أن يكون قد ساعدك هذا المقال في الحصول على فهم أفضل للفخار. لمزيد من المقالات عن الفخار خاصة و العلوم عامة يرجى زيارة الرئيسية التي تحتوي على المزيد من المقالات المتنوعة