الزوهريين في القرآن

الزوهريين في القرآن

يقول كارل بوبر في مجمل معنى ما قاله أن العلوم و النظريات التي لا تترك المجال لطرح الأسئلة تلوى الأسئلة على أمل البحث عن الإجابات المٌقنعة لهي علوم و نظريات قريبة إلى الأساطير و الخرافات فلا ترتقى إلى مصاف باقي العلوم المٌحترمة. فما محل أراء و أقوال الرقاة من هذه المقولة؟ و هل أرائهم و أقوالهم ترتقي لكي تُصبح يوما ما نظرية علمية صحيحة؟ هذا ركن يحتوى على مجموعة مقالات شخصية رتبتها مع مرور الزمن لعل سيتفيد منها شخص ما في هذا العالم

إن الدارس للقرآن و المُتمعن في ألفاظه و تراكيب جمله سيتبين له منذ الوهلة الأولى أن لفظ الزوهريين لا وجود له في القرآن لا من ناحية الجذر و لا من ناحية الإشتقاق. و نحن في مبدأ مقالنا هذا لم نقفز لا إلى مرحلة الجزم و لا إلى مرحلة الإثبات لظاهرة الزوهريين. إنما نحن الذي قلناه أن لفظ الزوهريين لا وجود له بين ألفاظ القرآن كله

فمن أين جاءت هذه التسمية؟

بكل تأكيد لقد تلقفتها أسماع الرقاة أثناء جلسات الرقى العديدة التي مروا عليها. و في جلسات الرقى كثيرا ما يعتمد الراقي إلى الملاحظات العينية بعد مروره بالمراحل التجريبية و التي ستمكنه فيما بعد بالإنتقال إلى الإستنتاجات الشخصية. و لكل راق هاهنا دفتر ملاحظاته الخاص به. و لكل راق إستنتاجاته الشخصية المحلية. و هذه الإستنتاجات الشخصية لا تعني أنها بالضرورة نفسها عند أي راق آخر لا بتعدد الأماكن و لا حتى بتعدد الأزمنة

فالراقي الزائر لنا من الأزمنة الغابرة سيُصاب و بكل تأكيد بالدهشة (حتى لا نقول بالإنبهار) لما سيكتشفه مُدون بين صفحات كل تلك الدفاتر و تلك المسودات و الكراريس – و المُعلم الرئيسي هنا عارض شيطاني يتكلم عبر جسم المريض ليُلقن الراقي بضعا من العلوم الخفية التي يتنازل بها له لأن الشيطان تمكن من إقناع الراقي بطريقة أو بأخرى أن العلوم التي يسمعها هي تواضع من ذلك الشيطان لأن الراقي قد تمكن به بفضل قوته الجهيدة و جبروت سلطانه عليه

نحن هنا إذا أمام تجارب شخصية مر بها الرقاة. و التجارب مفتاح الملاحظات. و الملاحظات مفتاح الإفتراض. و الإفتراض مفتاح الإستنتاج. حتى إذا بلغ الراقي مبلغ الإنتهاء من تأملاته التشخيصية طبقها على الحالات المرضية التالية. فكأن القانون عنده واحد… فهل يجب أن يكون القانون في عالم الرقية واحد؟

ماذا و لو من باب الفضول البحت تقصينا أمر الإستنتاجات تلك و تقصينا مدى مطابقتها للقرآن و أحاديث الرسول الكريم؟ إن الذي لم يأتي ذكره في أصل المبحث في القرآن لن نجد له على طول أوجه الإستقراء و الإستنباط ما يُثبت وجوده في القرآن في فروع المبحث. فالمُنعدم وجوده في الأصل سينعدم وجوده في الفرع

فإن كان لا يُوجد في القرآن لفظ الزوهري فهل على الأقل يوجد ما يُوافق معناه؟

الجواب على هذا السؤال المحوري  ليس في مقال واحد بل في مجموعة متفرقة من المقالات نظرا لتشعب الموضوع و تداخله في ملابسات كثيرة إرتأيت أن اخصص لهذا الجواب بالذات مقالات عديدة ثرية على أن يكون الجواب في مقال واحد طويل عريض يمل القارئ من قرائته

في الأسفل ستجدون مقالات تصب في نفس سياق الزوهرية. يرجى النقر على (عرض المزيد) حتى تظهر المقالات كلها

:مقالات ذات صلة

:مقالات أعجبت الزوار

كلمة أخيرة

هذا المحتوى مجهود شخصي و تراكم بحث عبر السنين و لا يحق لأي قارئ أخذ المحتوى من دون إذن صاحب المقال السيد خير الدين محمد. و يوم القيامة بين صاحب المقال و بين الذي أخذ المحتوى من غير إذن. و الموقع غير مسؤول عن أي تجاوزات تخص حقوق الكاتب

نتمنى أن يكون هذا المقال قد نال إعجابك و أثار فضولك للبحث عن المزيد, للمزيد أنقر على القسم العربي للحصول على مقالات أخرى و متنوعة. إن رأيت أن محتوى المقال مُهم فساعد صاحب المقال بتبرع نحو حسابه الخاص كما يلي