السيراميك في أمريكا ما قبل كولومبوس

السيراميك في أمريكا ما قبل كولومبوس

السيراميك في أمريكا ما قبل كولومبوس

الفخار كان موجود أيضا في أمريكا، على غرار تلك الموجودة في آسيا و أفريقيا و في آخر محطة له في أوروبا بالنسبة للعالم القديم. أين و متى تم إستعمال الفخار لأول مرة في أمريكا؟ لا يسمح لنا الوضع الحالي للدراسات الأثرية في أمريكا بالمخاطرة بالتأكيدات المطلقة، و لكن وفق ما تم التحصل عليه من لقى أثرية فإن 1250 قبل الميلاد هي سنة معيارية و دلالية، إذ تم العثور عليه في ما يسمى وادي فيري، في المنطقة الساحلية من بيرو، هنا بالذات يفترض العلماء أنه ربما مكان المنشأ

تبدأ حوالي 900 قبل الميلاد الفترة المسماة كوبيسينيك نسبة إلى الموقع الأثري في البيرو و الذي يقع في مقاطعة شافين هوانتار الساحلية الجبلية. تحتوي اللقى الأثرية على المزهريات، ذات الأشكال الكروية، ذات رسومات بشرية أو حيوانية، لها مقابض مجوفة مدعومة بمنقار في الطرف. كانت الألوان الأكثر استخداما هي الأسود و الرمادي و البني، و تظهر الزخرفة المحفورة هي الأكثر شيوعا ثم نجد إنتشارا ثانيا لرسومات السنوريات: الجاغوار و الكوجر (البوماء) و القطط

ازدهرت ثقافة “موشيكا” في القرون الستة الأولى بعد الميلاد. تقدم مزهرياتها، مثل الإغريق، مشاهد مُعبرة للحياة اليومية: النساجون و الفلاحون و الصيادون و هؤلاء الذين يمارسون التجارة في مجموعات بما في ذلك تصوير للمحاربين المقاتلين في ساحات المعركة. يُطلق على طريقة تصويرهم الذي يعتمد على التظليل مُصطلح يسمى “جسم الفول”. لكن التمثيل الطبيعي الواقعي للبشر، في المزهريات على شكل رأس بشري، هو الأكثر بروزا في فترة موشيكا. أما الألوان فاستخدموا الأبيض و الأحمر و البني

كانت ثقافة “تشيمو”، معاصرة لثقافة “موشيكا”  تقريبا ، و لكنها أقل كمالا بكثير من “موتشيكا”؛  و كان اللون الأسود هو اللون الغالب في طلاء الفخار أما الأسلوب المُتبع فكان النحت. المحطة الأكثر أهمية هي نازكا، على الساحل البيروفي، و تقدم المزهريات ذات الأشكال البشرية غير مثالية الإكتمال، التي يحددها تصميم متعدد الألوان مع المغرة و الأحمر و الأصفر. و لكن يغلب في تلك القطع رسم السمكة، رمز البحر، و العنصر الأساسي في الزخرفة في هذه الفترة

على الهضبة جنوب بحيرة تيتيكاكا تطورت ثقافة “تياهواناكو” و هذا في حدود 900 سنة قبل الميلاد و التي سبقت الإنكا. تظهر المزهريات و الأباريق في ظلال تعتمد على الأحمر و الأسود و الأبيض و البرتقالي مرة أخرى تُظهر المكونات الحية للتصوير على الفخار: القطط مع أنماط غريبة و رموز مختلفة. في غابات يوكاتان الكثيفة، قام المايا بتصميم شخصيات صغيرة من الطين حصرية على المنطقة فقط، و التي يُعتقد أنها تُعبر على الكهنة و القرابين، و تكون هذه التماثيل مُزية في الأعلى بالطيور و ريش الطيور. أو النبلاء و عامة الناس، واقفين أو جالسين على أعقابهم. توفر المزهريات، مثل كل ما تركه المايا، أشكالا فخارية قوية ذات  زخرفة متعددة الألوان جميلة جدا، مع شخصيات و تأطير للوحات الفنية ذات تأثير مثير للإعجاب

كان الأزتيك في عاصمة إمبراطوريتهم تينوشتيتلان القوية، المبنية في بحيرات مكسيكو سيتي، من الخزفيين العظماء أيضا. و بصرف النظر عن الألواح الفخارية و المزهريات المحفورة و المطلية بأنماط هندسية أو زخرفية مُطعمة التي تحتوي على أشكال بشرية و حيوانية فقد أنتجت العديد من القطع الفخارية الأخرى التي يمكن أن تتنافس بسهولة مع أي نسخة من الفخار. كان أبرزها مشاهد القرابين في المعابد، حيث تقدم الشخصيات جوانب مختلفة من الحياة اليومية: إستمتاع الناس بمبارزة الرياضيين، النبلاء محمولون في محفات (محفة) و هي هوادج صغيرة محمولة باليد، مشاهد الطبخ و العديد من المشاهد الأخرى المتنوعة للغاية. بإتجاهنا إلى الشمال، صنع الهنود الذين يطلق عليهم “بويبلوس” بما في ذلك السكان الأصليون لمنطقة المسيسيبي فخار رائع و جيد للإستعمال

:مقالات ذات صلة

كلمة أخيرة

في الأخير, نأمل أن يكون قد ساعدك هذا المقال في الحصول على فهم أفضل للفخار. لمزيد من المقالات عن الفخار خاصة و العلوم عامة يرجى زيارة الرئيسية التي تحتوي على المزيد من المقالات المتنوعة