الفخار في أرض مصر القديمة

دفع التقدم المتزايد للصحراء في شمال أفريقيا سكان العصر الحجري القديم إلى النزوح من البحيرات العظمي المتمركزة تحديدا في صحراء الجزائر و ليبيا إلى الشرق و تحديدا على ضفاف نهر النيل، و الذي أصبح بفعل التغير المناخي الجذري يخصب الأرض مرة كل عام بفضل فيضاناته. علاوة على ذلك ، بدأ العصر الحجري الحديث حوالي الألفية الخامسة قبل الميلاد، ربما تحت تأثير ثقافات الأراضي الآسيوية. من هذه اللحظة و إلى غاية مرحلة توحيد البلاد تحت فراعنة الأسرة الأولى، ستتابع العديد من ثقافات على هذه الأرض تحت ما يسمى بثقافات ما قبل الأسرات
تعكس صناعة الفخار تقدما مطردا ، من الأكواب الطينية والأكواب الطينية المعالجة بالنار معالجة سيئة في الفيوم (5000 قبل الميلاد) و أوعية دير تاسا خشنة المظهر، إلى الأشكال المصقولة بإتقان في البداري (4000 قبل الميلاد) التي كانت تتلاشى أثناء استخدامها و بالكاد يمكنها الاحتفاظ بالماء، حتى الوصول إلى مزهريات نقادة (جزرة) 3,800 سنة قبل الميلاد التي تقدم فخار جيد من الناحية الجمالية و الوظيفية، مع أشكال مستديرة و ناعمة، مطلية برسومات وردية اللون على خلفية كريمية اللون، و التي تمثل بطريقة طفولية إلى حد ما القوارب مع أشرعة القصب و العديد من المجاذيف، و مجموعات من اللوالب، إلخ
ومع ذلك، في هذه الحالة كما هو الحال في حالة ثقافة قنا (العمرة)، استمر إنتاج المزهريات الحجرية المصقولة الجميلة، و التي كانت موجودة بشكل رئيسي في مقابر نقادة و البلص
في وقت لاحق، دخلت على الفخار المصري زخارف نباتية في مزهرياته و أطباقه، و كذلك الحيوانات ذات الأشكال البشرية المبسطة و العملية: الصيادون مع الكلاب، و المحاربون أثناء التنقل، و النعام، و الأسماك، و أفراس النهر … و مع ذلك ، فإن كل هذا بالكاد يعني عينة من المستوى المبهر الذي ستصل إليه الفنون مع حضارة النيل لاحقا
حوالي عام 3000 قبل الميلاد، قام مينا الفرعون الأسطوري بتوحيد مصر من الدلتا إلى أعالي مصر، وبهذا التوحيد ستبدأ فترة سلالات و عائلات طويلة جدا مقسمة تاريخيا إلى إمبراطوريات قديمة و متوسطة و جديدة، حيث ستخلف 30 سلالة بعضها البعض بنجاح و بدسائس و بزيجات، و التي ستنتهي بالغزو الروماني في 30 قبل الميلاد
في مصر، كان على الفخار مواجهة أعداء جدد و أقوياء: إنها المعادن. أولا النحاس و البرونز، ثم الذهب و الفضة، وبعد ذلك الحديد، الذي دخل التاريخ بقوة السلاح ليتنافس مع الفخار. كان فنانوا الفخار يُفضلون الخشب و العاج و المرمر و الحجر نفسه لقطع التماثيل، و لصنع المنتجات و الألعاب و القوارب الصغيرة، إلخ. تظهر لنا الأشكال المصنوعة من المواد المذكورة عظمة الفراعنة، و هيرطيقية الآلهة، و جمال العبيد، و عازفي الآلات الموسيقية و الراقصين، و كذلك بؤس الفقراء
في حفريات الأهرامات و المقابر و المعابد، تم إكتشاف أثاثا كاملا يحتوي على عينات راقية من الفن المصري عبر جميع العصور التي مرت بها الأسرات الفرعونية، و العديد من النماذج المصغرة من المنازل و المحلات التجارية و الأقبية و الحظائر و ممرات القصور، حيث يتم عرض مئات الأشكال الطينية الصغيرة منها في المتاحف المصرية، و التي تعبر عن حيوية مدهشة للحياة الإجتماعية القديمة
يتم الإحتفاظ في المتحف اليوم على تمثال من الحجر الجيري للوزير كاي و الذي تم العثور عليه في مصطبة ني إمبو كاي بتعابير جسدية و ملامح تعبيرية واقعية جدا: عظام خده بارزة، و أضلاعه بادية فوق الجلد و الركبتين معقودتان، و هو يجلس القرفصاء يعمل على عجلة الطين الدوارة. و هذا التمثال يزودنا بمعلومتين: الأولى أنه في مصر تم اختراع عجلة الخزافين منذ حوالي 2400 عام، و ثانيا أن مهنة الخزافين كانت تعتبر حقيرة و ذات حالة العمل فيها مزرية. هذا لا يمنع أن الفخار المصري يقدم روائع ذات تركيبة جميلة جدا، تستحق الظهور في المتاحف
:مقالات ذات صلة
كلمة أخيرة
في الأخير, نأمل أن يكون قد ساعدك هذا المقال في الحصول على فهم أفضل للفخار. لمزيد من المقالات عن الفخار خاصة و العلوم عامة يرجى زيارة الرئيسية التي تحتوي على المزيد من المقالات المتنوعة