طائر الشحرور

طائر الشحرور

ذكر طائر الشحرور

لمحة مُختصرة

يُعرف طائر الشحرور في علم الطيور بإسم Turdus Merula. و هو بذاته ينتمي إلى فصيلة طيور الصادحة التي تنتمى إلى رتبة Passeriformes. ستغطي هذه الدراسة جميع الأجزاء الضرورية في علم الطيور من أجل الحصول على رؤية أفضل لهذا الطائر

البُنية و البيئة

الطول: 25 سم؛ طول الجناح مطوي: 115-138 مم؛ مد الجناحين: 38 سم؛ الذيل: 94-116 مم؛ المنقار: 24 مم. الوزن: 100 جرام

الذكر البالغ: ريش أسود بالكامل؛ منقار برتقالي مصفر و الأرجل سوداء بنية. العين بنية؛ حلقة دائرية حول العينين صفراء اللون

أنثى طائر الشحرور

الأنثى البالغة: القسم العلوي (الظهري) من الجسم بني غامق؛ حلق بني شاحب أما القسم السفلي (البطني) من الجسم بني مرقط باللون البني الداكن المائل للسواد؛ المنقار بني

مساحات خضراء ضيقة يستحوذ عليها الخرسان من كل جانب، و حشيش متوسط النمو و عدد قليل من الأشجار المبعثرة بين المباني، هذه هي أدنى متطلبات طائر الشحرور للبقاء في محيطه الأصلي. معروف عند الجميع، في أذهان سكان المدن و سكان الأرياف على حد سواء، قد يخلط قليلوا الخبرة المبتدئين بينه و بين طائر الزرزور. في الواقع، مع القليل من الملاحظة الخاطفة، يمكن تمييزه عنه بذلك المنقار البرتقالي و الذيل الطويل و الريش الأسود الحالك لدى الذكور و البني لدى الإناث. لا يمشي طائر الشحرور على الأرض إنما يقفز بقفزات قصيرة المدى. يعتبر طائر الشحرور طائر عصبي و متوتر في أغلب الأحيان  و عرضة للذعر كثيرا، و هو طائر منعزل لا يعيش في جماعات أبدا. دائمًا مريب السلوك و كثير التواجد في الأرياف أكثر منه في المدن، يخاف بسهولة و يذعر من لا شيء، و يسمع له في حالات الذعر صرخات تحذير حادة و متناوبة

عينات صوتية للطائر

في أوقات الشفق الباكرة أو عند الغسق المتأخر، عندما لا يكتم ضجيج السيارت أنفاس أنغامهم، يسمع للذكر و من مواقع غنائه المعتاد كأن تكون من أعلى رؤوس مدافئ المنازل القديمة أو الأوتاد الخشبية المنتصبة في الجنان. تختلف مقاطع تلك الأنغام أين يتدخل الكثير من الإرتجال في تغريده إذ يمكنه أن يقتبس مقاطع أصوات سمعها في ذلك اليوم من تلك البيئة المحيطة به. و ما إن يحل الربيع حتى تتحول تلك التغريدات الشتوية الخجولة إلى كامل صخبها مع إكتمال حلي الربيع و بهائه، حيث كل طائر شحرور يحاول من مكانه الإبداع في الأداء حتى يعجب الإناث

النظام الغذائي

إذا كان ميل الشحرور الغريزي للتوت و الفواكه البرية واضح، إلا أن جاذبيته لفواكه البساتين و الحدائق لم تحسن علاقته بالبشر. و تحب طيور الشحرور ثمار حب الملوك (الكرز) و العنب و غير ذلك. و لكن ما الذي يمثله ” هذا الضرر” إذا أخذنا في الإعتبار تلك الكميات الضئيلة التي تستهلكها هذه الطيور من هذه الثمار مقارنة لذلك الإستهلاك المهول لليرقات و الحشرات الضارة التي تعج بها البساتين و المزارع كل عام، دعونا أيضًا أن لا ننسى ديدان الأرض التي تتغذى عليها، و لا حتى الحلازين و البزاقات عديمة القواقع التي تبتلعها بشراهة دفعة واحدة. تكمل طيور الشحرور قائمتها الغذائية في فصل الشتاء أين تشح حينها الموارد الغذائية بإلتقاط فتات الخبز و البذور المتناثر على الطرق و الدروب. إن الأنغام التي تصدح بها في أفنية المنازل و الساحات العمومية، لتستحق حقا تلك الحفنة اليسيرة من حب الملوك (الكرز) التي تلتهمه كل سنة

التكاثر

في بداية شهر فيفري و شهر مارس على أكثر تقدير تبدأ طقوس الغزل عند طيور الشحرور. لإغراء الأنثى يخفض الذكر الذيل قليلا و يموضع جسمه في وضعية التهديد، تبدي الذكور الشابة سلوك أكثر إثارة من الذكور المسنة في مجال تودد الإناث، و ليس التعب هو السبب في سلوك الذكور المسنة و إنما هي الحماسة التي تنقص مع مرور السنين لا غير. بعد وقت قصير من مراسيم التودد، تتولى الأنثى زمام إدارة شؤون الزوجين. هي التي تحدد مكان العش و تهتم ببنائه.يكون العش مختبئًا في وسط شجيرة التوت البري (عوسج) أو داخل غطاء اللبلاب الكثيف، و أحيانًا في سقيفة قديمة أو كوخ منسي، بل و حتى على الأرض في المستنقعات. يتم بناء العش الذي يعتبر فريدا في شكله الشبيه بالكوب الطويل نسبيا و تستخدم في بنائه الأغصان و الأعشاب و الطحالب، و يتم تدعيم التجويف الداخلي للعش بالطين ثم تفرشه بالعشب الجاف لتجعله أكثر راحة

بيض طائر الشحرور

بيض طائر الشحرور

تضع الأنثى ثلاث بيضات في شهر أفريل. يكون لون البيض ذو خلفية رمادية ما بين المخضرة إلى المزرقة، مخططة باللون البني المحمر و الأرجواني، و تختلف هذه النسب في التلون بين كل بيضة و أخرى. متوسط قطر البيضة: 21 × 29 مم؛ الوزن: 7 جرام. غالبا من تضع الأنثى أربع بيضات في المرة الثانية و التي تكون غالبًا في شهر جوان و تضع 4 بيضات للمرة الثالثة و الأخيرة في شهر جويلية

تمتد فترة الحضانة و التي تقوم بها الأنثى لوحدها 12 يوما. تقوم الأم و طوال بضع أيام بعد الفقس بتدفئة الصغار و حمايتهم من برودة الطقس، أما فيما يخص الإطعام فيتكفل الذكر ثم الأنثى بإطعام الصغار. في الأسبوع الثاني بعد الفقس، يترك الصغار العش و يلجأون إلى فروع الأغصان، مع أنهم لا يزالون غير قادرين على الطيران. بسبب هذا السلوك الفطري الغريزي الطبيعي يتم العثور على الصغار على الأرض و يمكن التعرف عليهم من خلال ريشهم البني، و كسلوك غريزي من طرف الوالدين لا يتم الإستجابة إلى نداء الإستغاثة الذي تطلقه تلك الصغار، و المزارعين ليسوا معنيين بإنقاذهم إنما أقل شيء يمكن للبشر فعله هو إرجاعهم لأعلى الأغصان و إبعادهم عن القطط و ترك غريزة الحياة تتقوى في داخلهم. تبدأ الأنثى في وضع بيضها للمرة الثانية و يقوم الذكر خلال الأسبوعين الأخيرين بعد فقس البيض برعاية الصغار بمفرده

الهجرة و نطاق الإنتشار

إذا كانت طيور الشحرور التي تقطن المتنزهات و ضواحي المدن و الحدائق تبقى بالقرب من دفء المنازل طوال فصل الشتاء، فإن الأمر نفسه لا ينطبق على طيور الشحرور القاطنة في شمال و شرق أوروبا. يبدأ موسم الهجرة بين شهري سبتمبر و نوفمبر، و تتجه إلى الجنوب الغربي، هاربة من إجتياح الثلوج القاتل لمواطنها الأصلية. و هكذا تصل أسراب كثيرة من طيور الشحرور القادمة من الدول الإسكندنافية إلى فرنسا و بريطانيا العظمى، أما طيور الشحرور القاطنة أوروبا الوسطى فتتجه إلى السواحل الأوروبية المطلة على البحر الأبيض المتوسط. لتعود إلى مواطنها مرة أخرى في شهر فيفري

:مقالات ذات صلة

:مقالات متنوعة أخرى

كلمة أخيرة

في الأخير, نأمل أن يكون قد ساعدك هذا المقال في الحصول على فهم أفضل للطيور. لمزيد من المقالات عن عالم الطيور و الحيوان خاصة و العلوم عامة يرجى زيارة الرئيسية التي تحتوي على المزيد من المقالات المتنوعة