طيور رتبة صقريات الشكل

طيور رتبة صقريات الشكل

طائر من طيور صقريات الشكل

لمحة مُختصرة

تُعرف طيور رتبة صقريات الشكل في علم الطيور بإسم Falconiformes. و تنتمى إلى طائفة الطيور حسب المراتب التصنيفية و يدخل في نطاقها عدة فصائل منها فصيلة البازية. تغطي هذه الدراسة جميع الأجزاء الضرورية في علم الطيور من أجل الحصول على رؤية أفضل لهذه الرتبة

البُنية و البيئة

تشمل رتبة صقريات الشكل جميع الطيور الجارحة التي تصطاد فرائسها في النهار. تتميز هذه الطيور، سواء كانت متوسطة أو ضخمة الحجم، بمنقار معقوف قادر على تمزيق جلد الفريسة و إختراقه، و تمتاز بمخالب قوية، ما عدا النسور التي لا تلتقط فريستها الحية. تتميز أغلب طيور هذه الرتبة بالريش النحيف، مع إستثناءات قليلة، و أيضا يفتقر الريش إلى الألوان الزاهية، إذ يبقى البني و الرمادي هما اللونين السائدين. و بإستثناء الصقور السلابة(صقور العقيب) و بعض من أنواع الصقور، فإن كسوة الريش متشابهة للغاية بين الجنسين. و تتميز الإناث عن الذكور بحجم أكبر. أما العين فمتطورة للغاية و تحتوي على نقرتين مركزيتين في نهاية شبكية كل عين، مما يضمن أقصى حدة بصرية، و هذه الخاصية في عين صقريات الشكل هي الأكثر تطورا مقارنة من تلك التي لدى الطيور و الثدييات الأخرى

السلوك

تعشش معظم الطيور هذه الرتبة في أزواج منعزلة، بينما يفضل البعض الآخر التكاثر في مستعمرات. غالبًا ما يكون العش كبيرًا و مبنيًا بناءا قويا إذ يمكن الإحتفاظ به و التعشيش فيه لعدة سنوات. يستقر الكثير من طيور هذه الرتبة في أعالي الأشجار و بين الصخور صعبة الوصول. بينما تستقر الصقور السلابة (صقور العقيب) على الأرض أو في المستنقعات، وحدهاالصقور من تبحث على الدعائم الصلبة و العالية لبناء الأعشاش. يتراوح البيض في الأعشاش من بيضة واحدة عند النسور إلى ما بين 5 أو 6 عند الصقور. تتشارك الذكور والإناث في فترة حضانة البيض و فترة تربية الصغار 

يتكون الصوت، الذي قد تستخدمه الطيور الجارحة خارج موسم التعشيش، من مقاطع قصيرة، و غالبًا ما تكون مقاطع حادة النبرة، و أحيانًا تكون عبارة عن صفير ذو هسهسة خفيفة. سواء كانت طيور هذه الرتبة من الطيور التي تقتات على الجيف و بقايا الفرائس أو من الطيور الصائدة، و سواء كانت حركة أجنحتها سريعة أو بطيئة، فإن هذه الطيور الجارحة تعتبر مراكب شراعية رائعة و تستحق لأن تخطف لقب: (أسياد المجال الجوي) بجدارة و بدون منازع. تعتبر الأجنحة عند صقريات الشكل مناسبة لجميع طرق الصيد، فهي كبيرة لدى الطيور الجارحة الكبيرة، و رقيقة و مدببة عند الصقور، و مرنة عند كل من النسور و الصقور. تتغذى جميع الطيور الجارحة على الفرائس حديثة الصيد أو على الجيف النتنة، و يقوم هذا الغذاء بتزويد صقريات الشكل بعصارة هضمية قوية. في المقابل، فإن بقايا الشعر و العظام و الأرياش بما في ذلك مادة الكيتين التي تشكل الأغشية الصلبة للحشرات فيتم إستفراغها لاحقا من الفم على شكل كرات

طائر من طيور صقريات الشكل

صورة نمطية خاطئة مُلفقة لطيور هذه الرتبة

تعرضت هذه الجوارح ذات المناقير المعقوفة و القاطنة لأريافنا إلى تخريب أعشاشها و طردها من مناطقها الأصلية و الرمي بالرصاص، بل و لا تزال تدفع هذا الثمن باهظاً نظرا لقلة التوعية و الجهل. فلقد إعتبرها البشر و لعقود طويلة طيور ضارة و لصوص بارعة للحيوانات الداجنة و الطرائد، و تعدت هذه الصورة النمطية إلى إتهمامها بإرتكاب كل مَفسدة يمكن أن يتصورها البشر في الطبيعة و حتى و في بعض الأحيان إلى إتهامها بمهاجمة البشر. لحسن الحظ، بدأت هذه العقليات بالتغير، بينما لا تزال فكرة الطيور المشؤومة قائمة، تم إتخاذ العديد من الإجراءات الوقائية للحد من الصيد الجائر لهذه الطيور؛ إذ منحت بعض البلدان مثل بريطانيا العظمى و سويسرا و هولندا الحماية الكاملة لجميع الطيور الجارحة منذ عام 1964

و بهذا بدأت هذه الصورة النمطية القديمة تفقد مصداقيتها بعد فترة طويلة لتأخذ مكانها صورة أكثر صحة و واقعية و إيجابية، بحيث بدأت الأبحاث الميدانية تثبت تقارب مصالحها مع مصالح البشر، و علميًا و بفضل الدراسة الدقيقة لسلوكياتهم و عاداتهم الغذائية، بدأت هذه الصورة الجديدة تحظى بشعبية متزايدة خاصة بين الشباب. و المهم الآن عدم التكاسل و بذل الجهد الإعلامي من أجل التوعية، و الإقناع و الإرشاد دون توقف، و هذا من خلال الإعلام المكتوب و البصري، من أجل التغلب، حتى النهاية، على أكثر الأحكام السلبية المسبقة

و لكن حتى لو تم حمايتها بقوانين دولية ردعية من أجل الحفاظ عليها، فإن إنقاذ الطيور الجارحة لم يتم تطبيقه تطبيقا كليا. حيث تشكل الزراعة المكثفة، و إنحصارهم المستمر من مواقع تكاثرهم أجبر هذه الطيور إلى الإبتعاد من المواطن الأصلية، إن التخلي المتواصل عن الزراعة و تربية المواشي التقليديين، و قبل كل شيء الإستخدام المفرط للمبيدات العضوية الكلورية، شكلا خطرًا غير مسبوق لأنه لا يهدد البشر فقط بل الأنواع الحيوانية كلها. تبيض الطيور الجارحة بيوضا ذات قشرة هشة و قابلة للتكسر بسهولة، و مع هذا فكثرة السموم الكيميائية التي تتخللها غالبًا ما تؤثر عليها سلبا و تموت الأجنة قبل الفقس. و موت البيوض يجعل الكثير من تلك الطيور تعزف عن محاولة الإنجاب مرة ثانية

تعتبر هذه الطيور الجارحة النهارية الضخمة من خلال أناقتها و وحشيتها و تحليقها: أسياد الطيور بلا منازعة فهم يستحقون العيش بسلام في بيئتهم الطبيعية 

الإنتشار

تضم رتبة صقريات الشكل 274 نوعًا في العالم، مقسم إلى 5 عائلات: نسور العالم الجديد (النسور و الكوندور)، طيور الكاتب أو القوسيات أو صقور الجديان (صقور الأفاعي)، البازية (العقبان، الصقور الحوامة، البواشق، صقور العقيب)، العقبان النسارية أو الشماطيات (الشِّمَاطُو الصقرية (الشاهين). تتواجد طيور صقريات الشكل في جميع البيئات: إبتداءا من التندرا، القطب الشمالي، السهوب، الصحاري، الجبال، الغابات، المستنقعات و السواحل القارية، ينتشر في أوروبا و ال39 نوعا من الطيور الجارحة النهارية. بإستثناء طيور الكاتب التي لا وجود لها في تلك القارة، بحيث تعتبر جميع هذه الأنواع بإستثناء الصقور البازية و صقريات الشكل طيور تتكاثر في الحقول و الغابات

:مقالات ذات صلة

:مقالات متنوعة أخرى

كلمة أخيرة

في الأخير, نأمل أن يكون قد ساعدك هذا المقال في الحصول على فهم أفضل للطيور. لمزيد من المقالات عن عالم الطيور و الحيوان خاصة و العلوم عامة يرجى زيارة الرئيسية التي تحتوي على المزيد من المقالات المتنوعة